روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | صغيرتي تخاف من المدرسة.. تعديل السلوك المكتسب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > صغيرتي تخاف من المدرسة.. تعديل السلوك المكتسب


  صغيرتي تخاف من المدرسة.. تعديل السلوك المكتسب
     عدد مرات المشاهدة: 3985        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم عندي بنت دخلت الصف الاول ومشكلتها لا تريد ان تذهب مع زميلتها للفسحة ولا تريد ان تبقي معهن بالصف لوحدها وتبكي على معلمتها وتقول لها لاتخرجين من الفصل.

وفى الفسحة والانصراف تجلس عند المعلمات فى الغرفة الى ان ذهب لها وكل يوم تقول لي تعالي عند الانصراف وقد سالتها عن عدم رغبتها فى الجلوس مع زميلتها.

وقالت لي اخاف ماهو التصرف الصحيح فى مثل هذا الموقف علما بأنها لاتفطر ابد لا في البيت ولا المدرسة وجزاكم الله خير.
 

الأخت الكريمة أم شيماء:

أشكر لك ثقتكِ في الموقع،  ونسأل الله أن ييسر لنا التوفيق في الردّ على استشارتك.

حالة الخوف من المدرسة التي تعاني منها ابنتك يعاني منها أكثر الأطفال في هذه المرحلة العمرية (5-7 سنوات) خاصة من لم يسبق لهم الالتحاق بالتمهيدي أو بالروضة. وابنتك لم تتعد هذه المرحلة، فهي مازالت في الصف الأوّل الابتدائي ولا نستغرب منها هذا السلوك.

وأعراض الخوف المسيطر على ابنتك تتمثل في عدم رغبتها في البقاء بالصف بمفردها، كما أنها لا تريد مشاركة زميلاتها والنزول بالفسحة، وتكثر من البكاء، ولا تريد انتظاركِ بمفردها عقب انتهاء اليوم الدراسي بل تلجأ لحجرة المعلمات كنوع من الاحتماء أو طلب الاستشعار بالأمان.

وواضح أنها تعاني من الانطواء والخوف من الآخرين، وعدم القدرة على التكيف مع المحيط المدرسي، وتكاد تفقد الثقة في نفسها.

والتبرير المنطقي لهذه الحالة ربما يعود لعدة أمور منها:

•قد تكون نتيجة إفراط الأبوين في العناية الزائدة بطفلتهما، وأحاطتها بسياج من الحماية والعزلة غير الصحية بالصورة التي تؤثر على استقلاليتها، فتظل لصيقة بأبويها لا تقوى على فراقهما لأبسط الأمور، ولو للذهاب إلى المدرسة.

•وقد يقدم الأبوان على الاعتناء بطفل جديد لهما ما يؤجج مشاعر الغيرة في الطفل القديم الذي قد يكره المدرسة لأن المدرسة تحرمه من الاستئثار بالقدر الكبير من العناية التي يتحصَّل عليها أخوه الصغير.

•وربما يكون الغياب المتكرر للوالد سببا في خوف الابنة وتعلّقها الشديد بأمها.

• كما قد تكون للخلافات الزوجية التي تنشأ أمام الأطفال أثرها في هذه الحالة، أو أن الطفل قد يتعرض للضرب والإيذاء، أو يرى أحد زملائه يتعرض للضرب والعنف مما يجعله يخاف من المدرسة.

ولعلاج هذه الحالة نوضح أن الخوف حالة طارئة وسلوك مكتسب نتيجة التنشئة الاجتماعية الخاطئة، وهناك إمكانية لتعديل هذه السلوك عن طريق عدّة أمور منها:

•أن تسعيا -أنت وأبوها- لغرس حب المدرسة في قلب ابنتكما، ويكون هذا بالتعزيز الإيجابي لها على تقدمها وتفاعلها في المدرسة مع زميلاتها ومعلماتها.

•أن تشارك المدرسة الأسرة في هذا التعزيز ببث مشاعر الحب والاطمئنان في وجدان الطفلة حتى تصبح سعيدة بتواجدها وسط محيط مجتمعها المدرسي.

•أن تتخلى الأسرة تدريجيا عن الحماية الزائدة والتدليل المفرط لطفلتها، وتحاول الانسحاب التدريجي بأن تترك للطفلة مساحة من الحرية والاستقلالية في تسيير أمورها، وألا تتكل في كل الأمور على والديها.

•سعي الوالدين والمدرسة نحو توثيق صلة الابنة بإحدى زميلاتها ممن يتمتعن بالحب الشديد للمدرسة، وهذا يساعدها على الارتباط التدريجي بالصف وحب المشاركة والتفاعل مع زميلاتها في الشئون المدرسية.

•وعلى المدرّسات التعاون مع الأسرة في شغل الطفلة بالمشاركة في النشاطات المدرسية عن طريق بعض أساليب التعلّم الفعّال كالتعلم باللعب والتعلم الترفيهي مما يزيد من رصيد محبتها لمدرستها ومعلماتها.

•ومن المفترض أن تقوم المدرسة بعقد أسبوع تمهيدي للطلاب الجدد لكسر حاجز الخوف من المدرسة لديهم، وتعويدهم على هذه البيئة الجديدة عليهم.

•وينبغي ألا تتخلى الأسرة والمدرسة عن مبدأ الحوار مع الطفلة، ودراسة مبرراتها للخوف من المدرسة، وإعطائها الردود المنطقية لتساؤلاتها.

•ولا ننسى أن التخلي عن هذا السلوك (الخوف) لدى الطفلة يحتاج إلى الصبر والتمتع بالحلم والأناة، ويحتاج لخطوات تربوية تدريجية لسحب هذا الخوف وزرع الطمأنينة والثقة والحب بدلًا منه.

•ويكون مفيدًا أن تسهم المعلمات في رصد علامات التحفيز لابنتك، ومنحها الهدايا واللعب، أو تكليفها بأمور تبعث في نفسها السرور وتميزها عن زميلاتها، مما يمنحها قدرًا من الثقة والحب لمدرستها ومعلماتها.

نأمل- بمراعة هذه الأمور- أن تعود لابنتك الثقة في نفسها فتكون أكثر اعتمادًا على قدراتها، وأكثر حبا لمدرستها دون أن يتطرق الخوف إليها.

يسّر الله لأبنائنا الخير في الدنيا والآخرة..

اسم الكاتب: أحمد محمد الدماطي

مصدر المقال: موقع المستشار